Tuesday, April 10

العطس و التثاؤب

 أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : 

 (  إن الله يحب العُطاس و يكره التثاؤب ، فإذا عطس فحمد الله  
 فحق على كل مسلم سمعه أن يشمِّته ، 
  و أما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليردّه ما استطاع ، 
  فإذا قال : ها ، ضحك منه الشيطان . ) 
  
 [ صحيح البخاري في الأدب 6223 ] .

قال ابن حجر رحمه الله : 
  قال الخطابي : معنى المحبة و الكراهة فيهما منصرف إلى سببهما ،  
 و ذلك أن العُطاس يكون من خِفَّة البدن و انفتاح المسامّ و عدم الغاية في الشبع ،  
 و هو بخلاف التثاؤب فإنه يكون من علَّة امتلاء البدن و ثقله 
  من ما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل و التخليط فيه ، و الأول يستدعي النشاط للعبادة  
 و الثاني على عكسه  
 [ فتح الباري : 10 / 6077 ] .
وبيَّن النبي صلى الله عليه و سلم كيف يُشَمَّت العاطس في الحديث الشريف 
  الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه  


 عن  النبي  صلى الله عليه و سلم قال :  

  (  إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ،  
 و ليقل له أخوه أو صاحبه :  يرحمك الله ، 
  فإذا قال له يرحمك الله  
 فليقل : يهديكم الله و يصلح بالكم  ) 

 [ صحيح البخاري في الأدب 6224] .




و الأطباء في العصر الحاضر يقولون :  
 التثاؤب دليل على حاجة الدماغ و الجسم إلى الأوكسجين و الغذاء ، و على تقصير  
 جهاز التنفس في تقديم ما يحتاجه الدماغ و الجسم من الأوكسجين ،  
 و هذا ما يحدث عند النعاس و الإغماء و قبيل الوفاة .  
 و التثاؤب : هو شهيق عميق يجري عن طريق الفم ، و ليس الفم بالطريق الطبيعي للشهيق 
  لأنه ليس مجهزاً بجهاز لتصفية الهواء كما هو في الأنف ، 
  فإذا بقي الفم مفتوحاً أثناء التثاؤب تسرَّب مع هواء الشهيق إلى داخل الجسم مختلف 
  أنواع الجراثيم و الغبار و الهَبَاء و الهَوام ، لذلك جاء الهَدي النبوي الكريم برد  
 التثاؤب على قدر الاستطاعة ، أو سد الفم براحة اليد اليمنى أو بظهر اليسرى .
و العُطاس هو عكس التثاؤب ، 
  فهو قوي و مفاجئ يخرج معه الهواء بقوة من الرئتين عن طريقي الأنف و الفم ،  
 فيجرف معه ما في طريقه من الغبار و الهباء و الهوام و الجراثيم التي تسربت إلى جهاز التنفس  
 لذلك كان من الطبيعي أن يكون العطاس من الرحمن لأن فيه فائدة للجسم ، 
  و أن يكون التثاؤب من الشيطان لأن فيه ضرراً للجسم ،  
 و حق على المرء أن يحمد الله سبحانه و تعالى على العُطاس ، 
  و أن يستعيذ به من الشيطان الرجيم في حالة التثاؤب 
  [ الحقائق الطبية في الإسلام ، ص 155 ] .

المصدر : " الأربعون العلمية "  
 عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم
















































     

No comments: