جيمسجي تاتا.. أب الصناعة الهندية

جيمسجي نوسيروانجي تاتا، هو أحد رواد الصناعة الهندية، ومؤسس مجموعة «تاتا»، وهي أكبر شركة في الهند. 

وتملك مجموعة تاتا مصالح في مجالات الصلب والسيارات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة الكهربائية والشاي والفنادق. ولمجموعة تاتا عمليات في أكثر من 85 بلداً في ست قارات وتصدّر شركاتها منتجات وخدمات إلى 80 بلداً. وتضم مجموعة تاتا 98 شركة في سبعة قطاعات أعمال، 27 منها شركات عامة في البورصة.

ولد تاتا في الثالث من شهر مارس/ آذار من العام 1839 في مدينة «نافساري» جنوب ولاية «جوجارت» الهندية، وكان والده، نوسيروانجي، أول رجل أعمال من عائلة كهنة من طائفة البارسي الزرادشتية يعمل في مجال التجارة والتصدير. 

درس تاتا في كلية «إلفينستون» بمدينة مومباي وتخرج منها في العام 1858، لينضم بعد ذلك إلى شركة والده، إلا أن ذلك الوقت لم يكن مواتياً لممارسة الأعمال التجارية بعد إجهاض الحكومة البريطانية لثورة العام 1857. 

بعد أن تحسنت الأوضاع قليلاً في الهند، قام تاتا بعدة رحلات إلى الخارج خصوصاً إلى إنجلترا وأمريكا وأوروبا والصين واليابان لإنشاء فروع لأعمال والده. 

استمر تاتا في العمل بشركة والده إلى حين بلوغه سن ال 29، وفي العام 1869 أسس شركة تجارية برأس مال بلغ 21 ألف روبية في ذلك الوقت، وبعدها بعام، استحوذ على منشأة مفلسة ليحولها إلى مصنع للقطن، وبعد عامين باعها ليحقق منها أرباحاً مجزية. وفي العام 1874، أنشأ مصنعاً آخر للقطن في مدينة ناجبور. 

كان لدى تاتا أربعة أهداف في حياته، وهي إنشاء شركة للحديد والصلب وتأسيس مؤسسة تعليمية على مستوى عالمي وبناء فندق فريد من نوعه ومحطة لتوليد الكهرباء، لكن الشيء الوحيد الذي استطاع تاتا تحقيقه خلال حياته هو افتتاح فندق تاج محل في مدينة مومباي في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول من العام 1903 بتكلفة 11 مليون روبية، وكان الفندق الوحيد الذي تصله الكهرباء في الهند. 

وبعد وفاة تاتا، تمكن أحفاده من تحقيق أحلامه المتبقية وهي: 

} شركة «تاتا للفولاذ» والتي تعتبر أول شركة للفولاذ في آسيا وأكبر شركة في الهند بمجال الصلب، حيث أصبحت خامس أكبر شركة لصناعة الصلب في العالم بعد أن استحوذت على مجموعة «كوروس» ليزيد إنتاجها السنوي إلى 28 مليون طن من الفولاذ سنوياً. 

} المعهد الهندي للعلوم في بنجالور، والذي يعتبر أول معهد للعلوم بالهند كما يصنف أفضل مركز للأبحاث بالهند.

} «تاتا الكهرومائية» لإمدادات الطاقة، والتي تسمى حالياً ب «تاتا للطاقة»، حيث تعد حالياً أكبر شركة خاصة للكهرباء في الهند بقدرة تزيد عن 8 آلاف ميجا واط. 

تزوج تاتا من هيراباي دابو، وأنجب منها دورباجي وراتانجي اللذين أصبحا رئيسي مجموعة «تاتا» بعد وفاة والدهما. 

لعب راتانجي دادابهوي تاتا، ابن عم جيمسجي تاتا، دوراً مهماً في تأسيس مجموعة «تاتا»، في حين أن ابن أخته، شابورجي ساكلاتفالا، نجح في إدارة أعمال إنتاج الفحم والحديد الخام في ولايات بيهار وأوديشا و ساكلاتفالا، وذلك قبل أن ينتقل للعيش في انجلترا ويصبح عضواً شيوعياً في البرلمان البريطاني. 

وفي العام 1900، وبينما كان في رحلة عمل إلى ألمانيا، أصيب تاتا بحالة مرضية خطيرة لزمته حتى وفاته في ال 19 من شهر مايو/ أيار من العام 1904، ودفن في مقبرة بروكوود ببلدة ووركينج الإنجليزية.

من إيران إلى الهند.. قصة عائلة تا تا العريقة!

واحدة من الأضرحة تاتا الأسرة، في المقبرة الزرادشتية

بعدما فتحت الجيوش الاسلامية  بلاد فارس عام 633 م بقيادة خالد بن الوليد هرب آلاف الفرس إلى الدول المجاورة، والكثير من الپارسيين الزردشتيين لجؤا  إلى الهند، وسكن معظمهم في مدينة مومباي.

من أشهر الجالية الپارسية التي سكنت مدينة مومباي هي عائلة تا تا العريقة التي عملت في مجال الصناعة، حتى أصبحت تا تا التكتل الهندي العملاق الذي يبلغ عمره 150 عاماً ويتألف من 100 شركة موزعة على القارات الست!.