Sunday, May 17

مقالة رائعة للكاتبة " نوف الحازمي " بعنوان: من ( الفضاوة )

مقالة رائعة للكاتبة " نوف الحازمي " 

بعنوان: من ( الفضاوة )

من الفضاوة تصوير المنازل بالأثاث الفاخر ...



 الأطفال الكاملي الجمال ...


 الهدايا الثمينة ... 



رحلات السفر الخيالية ...



الصحون الغريبة... 



و إنجذاب الناس كالمغناطيس لهذه الحسابات ...



لم يكن أحد يشعر أن هذا هو مرض 
...( الإستهلاكية ) ...
 ينتشر بالتدريج كعدوى قاتلة ...
وهو لايصيب إلا أولئك الفارغين ...
 الذين ليس لديهم مايتميزون به سوى مايملكونه من مادة ...

فقط .. 

ليس هناك...

 فكر ...
و لا ثقافة...
 و لا أهداف...
 و لاهوية ...

 المصحف تضعه فقط قرب المسابح والمبخرة الفاخرة ...



لصورة إحترافية في يوم الجمعة أو رمضان ...

الكتاب أصبح مجرد ديكور تضعه الفتاة قرب وردة و كوب اللاتيه ! ...
ليظهرها بمظهر المثقفة...
 هذه الإستهلاكية المقيتة ...



اللتي جعلت الناس يتنافسون بشدة على الشراء  و الشراء كمخلوقات مبرمجة: 

لنشتري ...
نشتري ...
لنتنافس ...
من أفضل ؟
  من يملك مادة أكثر ؟
 أثاث ...
صحون ...
ملابس ...
 حقائب ...
سيارات ...
سفر ...
مطاعم ...
هدايا ...

  ...هي أحد أذرع الفكر المادي...
 يبرمج عقول الناس على أن سعادتهم في الشراء فقط...



هي أحد أذرع الفكر المادي المتوحش...
 الذي يرى أن الإنسان مجرد آلة ...فرد ...
 يجب أن يعيش ليعمل ويستهلك ويتلذذ فقط...
 لامجال لديه للتفكير ...



للدين ...
 للقيم ...
للأهداف ...
للثقافة ...
 الأهم هو أن يستهلك ...
الفكر الرأسمالي يبرمج عقول الناس ...
 على أن سعادتهم في الشراء فقط ...
وقيمتهم في الشراء ...
وهدفهم في الحياة هو الشراء ...
بدون أن تشتري...
 وتمتلك أكثر وأغلى 
أنت لاشيء !!!!

...
 تحاول وبقوة أن تبرمجنا على هذه الرسالة ..
 عبر الإعلانات  ...



 الأفلام ...



المسلسلات...



 ترسم لنا دائماً صورة البطل السعيد الغني ... حتى في أفلام الكرتون...
 البطلة  أميرة تمتلك كل شيء ...
القصر ...
و الملابس ...
و الأحذية...
 و الأطعمة ...
 السعادة المطلقة ...

 الإعلانات توصل هذه الرساله أيضاً:
مجوهرات كارتيير هي قيمتك ...



ساعة الروليكس بالألماس هي تميزك ... 



قلادة تيفاني هي رمز الحب ...



هنا السعاده؟؟



نسمع عبارات مثل ...
 دللي نفسك ...
 رفهي نفسك ...
 أنتي تستحقين ...

هذا صوت مزمار السحر ...
الذي يخدر العقول !
نعم يخدر الشعوب والأمم...
 ويمنعها من أن تصحو لتفكر...
 بمصالحها الحقيقية ...
 من الذي يستفيد من إستهلاكنا المحموم؟
 إلى أين تذهب هذه الأموال ؟؟؟



إلى الشركات العملاقة التي تمتص جيوبنا من جهة ...
 ثم ترسل لنا المزيد من الرسائل الساحرة من جهات أخرى...
 ونبقى نحن ندور داخل فلك الإستهلاك ...
نشتري ..
 ونعرض ...

يرانا غيرنا ويغار ويقلد ويشتري ...
ونراهم ونغار ونقلد ونشتري !!! ...

وهكذا نتضايق ونشعر بأن حياتنا قد ملأتها القيود والرسميات ...

 حتى تمضي بنا الحياة  ...

No comments: